شركات ناشئة بمجال الواقع الافتراضي تتيح التواصل مع المتوفين افتراضيا ..كيف ؟

عدد من الشركات الناشئة في كوريا الجنوبية، تتخصص بمجال تقنيات الواقع الافتراضي والذكاء الاصطناعي، لعملائها امكانية التواصل مع احبائهم المتوفين بإنشاء نسخ افتراضية منهم، تعتمد على تسجيل افتراضي لأسلوبهم في الحديث، وهيئتهم وشكلهم، حتى يصبح من الممكن الحديث مع بديلهم الافتراضي.

ومن النماذج التي رصدتها تقارير عن هذه التجربة، المواطن الكوري الجنوبي “بيونج هوال” البالغ من العمر 76 عاما، الذي بعد أن علم بإصابته بمرض السرطان في مراحله النهائية، الذي استعان بشركة متخصصة في مجال الواقع الافتراضي، ليصنع نسخة محاكاة لنفسه يمكن أن تستمر به ذكراه للأبد داخل الواقع الافتراضي بعد وفاته.

واستعان “هوال” بشركة كورية ناشئة هي شركة “ديب براين إيه آي”، التي قامت بتسجيل مقاطع مصورة له استمرت لساعات حتى تكون النسخة الافتراضية منه على قدر كبير من الدقة، مع تعزيز هذه النسخة، بلغة الجسد الخاصة به، وطبقة الصوت وأسلوب الحديث.

ونقلت مصادر تصريحات لـ جوزيف مورفي، رئيس قسم التطوير في شركة “ديب براين إيه آي”، الذي تحدث عن تفاصيل برنامج صناعة شبيه افتراضي للأفراد لحفظ ذكراهم، بقوله أن الأمر يعتمد فقط على توفير شبيه افتراضي ينطق بما يمكن توثيقه مسبقا قبل الوفاة.

من الشركات التي بدأت بالاستعانة بهذه التقنية لأغراض أخرى، تحفظ بها حضور الأفراد بعد وفاتهم، شركة متخصصة في مجال صناعة السينما هي “ستوري فايل”.

هذه الشركة، استعانت بالممثل “ويليام شاتنر” البالغ من العمر حاليا 92 عام ليكون وجها إعلانيا للشركة، وما تتيح من خدمات صناعة نماذج محاكاة افتراضية، سيكون له منها نسخته الخاصة بعد وفاته للاستعانة بها في مشاريع فنية مستقبلية، يظهر بها بشخصيته الافتراضي.

أيضا في الصين بدأت تنتشر شركات متخصصة في تنظيم الجنازات، من التي تتيح إنشاء نسخة افتراضية للمتوفين ضمن خدماتها الجنائزية.

من خلال هذه الخدمة، يمكن لأفراد اسرة المتوفي، الحصول على حضور استثنائي له اثناء الجنازة عبر نسخته المحاكاة من الواقع الافتراضي، بعد جمع بيانات حول شخصية المتوفي، من صوره الخاصة ومقاطع الفيديو التي سبق له الظهور بها، حتى تكون النسخة الافتراضية المصنوعة منه على أكبر قدر من الدقة.

والواقع الافتراضي قدم للعديد من الأفراد حلولا لم تكن متاحة من قبل، تشمل الاستعانة بالذكاء الاصطناعي في توفير نسخة افتراضية من الفرد، لتظل ذكراه حاضرة بعد الوفاة، أو الاستعانة بهذه النسخة الافتراضية في أغراض عملية مختلفة.

ويعود التفكير في ذلك، لدرجة الشعور بالفقد التي تكون غامرة لدى بعض الأفراد، بما يدفعهم للبحث عن سبل لمحاولة تناسي صدمة الفقد، ووجود عزاء في مصابهم بتوفير نسخة افتراضية لمحبيهم الراحلين، تمكنهم من استمرار التواصل معهم والاستماع لصوتهم، وتسجيل محادثات لهم، تبقيهم على قيد الحياة افتراضيا وإلى الأبد، ما دامت تقنية الميتافيرس بقيت عاملة ومنتشرة في استخداماتها.