مجتمع المسلمين يعاني من نقص الخدمات في عالم البلوكتشين بحسب رأي الخبراء

برغم ما يشهده مجال التشفير اللامركزي من تطورات مستمرة، مدعومة بتركيبة المجتمعات السكانية من حوله، إلا أن هذا التطور حتى الآن يعاني من تقصير في توفير أدوات لخدمة المجتمع الإسلامي بشكل أفضل، بحسب رأي خبراء متخصصين في مجال العملات المشفرة.

وذلك بحسب ما ذكر موقع “كوين تليجراف”، الذي نقل تصريحات لخبراء في مجال التشفير حول هذه المسألة، من ضمنهم “محمد الكاف الهاشمي”، أحد المؤسسين لأول عملة رقمية إسلامية هي Islamic Coin.

وفي تصريحاته لكوين تليجراف، قال الهاشمي، أن تعداد المسلمين حول العالم الذي يصل ل 1.9 مليار نسمة، يعانون من نقص خدمات العالم اللامركزي ومجالات التشفير، التي تستهدفهم بشكل خاص فيما تتيحه من أساليب تطوير.

أيضا قال الهاشمي في تصريحاته، أن الغالبية العظمى من شبكات تقنية البلوكتشين، تفتقر لمبادئ الشريعة الإسلامية فيما تديره من عمليات وما تقدمه من حلول.

وأوضح ذلك، بقوله إن مشاريع العملات المشفر، التي شهدت تطويرا مع مراعاة الشريعة الإسلامية، حتى الآن لاتزال تعاني من الفشل في الحصول على اعتماد ونجاح على المستوى المطلوب، وذلك يرجع لوجود أنشطة غير مسموح بها ضمن هذه المشاريع، تخالف الشريعة الإسلامية وتعاليم الإسلام، مثل المقامرة ومشاريع فرض الفوائد.

وتابع الهاشمي في تصريحاته موجها حديثة للمسئولين عن نشر مشاريع البلوكتشين وتوسعة قاعدة المستخدمين بها، أنه من غير الممكن دعوة المسلمين، لإجراء معاملات داخل بيئة البلوكتشين وأصول التشفير، إذا كان النظام الذي تتم دعوتهم إليه، يضم عدد من المشاريع غير المتوافقة مع الشريعة، الأمر الذي دفع العاملين على إطلاق أول نظام بيئي مطابق للشريعة للتفكير في القيام بذلك.

ويرى الكاشفي ، أنه مع ذلك، لا يكفي وجود بيئة نظيفة في مجال التشفير، لتحقيق تبن شامل للمسلمين في مجال التشفير وتقنيات البلوكتشين.

وبرر ذلك بقوله، أنه توجد فجوة كبيرة في الوعي، وغالبية المسلمين حتى الآن يحتاجون إلى عملية تثقيف واسعة في مجال تكنولوجيا البلوكتشين والعملات الرقمية، قبل تحقيق التبني المرجو الذي تتوفر من خلاله الخدمات المناسبة لهم في هذه البيئة الرقمية.

ويقول تقرير لمنصة العملات الرقمية Triple A – تريبل إيه، أنه يتم استخدام العملات المشفرة بشكل عام، مما نسبته 4.2 % فقط من سكان العالم، هذه النسبة تعادل ما يزيد عن 420 مليون شخص.

وتقرير آخر لشركة BrokerChooser، يقول إن دولا ذات غالبية إسلامية مثل نيجيريا وباكستان وإندونيسيا، وصلت إلى أفضل 10 مراكز على مستوى العالم بالنسبة لعدد مالكي العملات المشفرة بين سكانها.

وعلاوة على نقص الوعي والتعليم، تعتبر الثقة من العوامل اللازمة لتحقيق التبني المطلوب لثقافة تقنيات البلوكتشين، وتوفير الخدمات المرجوة منها التي تتوافق مع مجتمع المسلمين والشريعة الإسلامية، وذلك حتى يكون المتعاملين على وعي كاف يجنبهم تعرضهم لعمليات النصب والاحتيال المنتشرة حاليا في هذا المجال.