مستقبل مهنة الصيد في الاعتماد على تكنولوجيا البلوكتشين لتحقيق الاستدامة

في تقرير سابق له، كشف جهاز خفر السواحل الأمريكي عن أن ممارسات الصيد الجائر تمثل خطورة أكبر من خطورة عمليات القرصنة البحرية، مؤكد على تعامله مع عمليات الصيد الغير قانوني بمنتهى الجدية.

وبحسب موقع “صاصتينابلتي تايمز”، فإنه رغم هذه التشديدات والإجراءات الوقائية التي تتخذها أجهزة أمن السواحل في مواجهة هذه الظاهرة الإجرامية، إلا أن الصيد الجائر لا يزال ظاهرة منتشرة ويعانى منها جميع أنحاء العالم للآن.

بالنظر لأن دائرة الحياة البحرية ينتج عنها سنويا على مستوى العالم ما يصل لـ 200 مليون طن من الكائنات البحرية الصالحة للأكل، مما يجعلها أحد مصادر الطعام الحيوية في العالم.

وطبقت صناعة صيد الأسماك أيضًا ممارسات مستدامة مثل اضافة الإمدادات الغذائية السمكية في مصايد الأسماك واستخدام معدات الصيد الخالية من الرصاص، لمواجهة ظاهرة الصيد الجائر.

ورغم ذلك، لاتزال تواجه صناعة الصيد انتقادات واسعة، بسبب عمليات الصيد المبالغ بها، والتي تشهد في بعض الحالات تجاوزا لحقوق الانسان، بالنظر لأنه ما يصل لـ خمس الأسماك البرية التي يتم اصطيادها، فإن عملية صيدها تتم بطرق غير قانونية، وما يصل لـ 90% من الحياة البحرية البرية يتم اصطيادها بشكل أكثر من الحاجة، مما يهدد بقاء بعض الفصائل، وخرق الروتين الطبيعي لازدهار الثروة السمكية في بعض المناطق من العالم.

وعدم اتخاذ إجراءات في مواجهة هذه الممارسات، قد يؤدي في النهاية لفناء النظام البيئي بالمحيط، مع الوضع بالاعتبار ان عملية تتبع أساليب الصيد من الصعوبة بما كان، نظرا لأن المسطحات المائية تمثل ما يصل لـ 70% من مساحة كوكب الأرض.

لذا، يقول موقع “صاصتينبل تايمز”، أن صناعة الصيد تحتاج لحل يمنح العاملين بها القدرة على مراقبتها وتتبعها لتجنب ممارسات الصيد الغير قانونية بمختلف مظاهرها.

وهذا الحل، قال الموقع أنه يتوافر في تكنولوجيا بلوكتشين، التي تضمن للمعتمدين عليها شفافية ودقة البيانات، والاستعانة بها في مهنة الصيد، يمكن من خلاله تحقيق الاستدامة المرجوة، وردع ظواهر الصيد الجائر والصيد الزائد عن الحد.

وآلية تخزين البيانات التي تعمل بها تكنولوجيا بلوكتشين، تضمن السرية والدقة، والسرعة أيضا على عكس سبل جمع البيانات التقليدية.

وبمجرد إضافة معلومات بنية تخزينها عبر تكنولوجيا البلوكتشين، يكون من السهل حفظها وتتبعها بشكل لامركزي دون تدخل من البشر، أو تأثير على البيانات المخزنة، مما يضمن بقائها دون تزييف.

وعن طريق تكنولوجيا البلوكتشين، يمكن تتبع مكان وطريقة الصيد عن طريق كتل البيانات، وضمانة استدامة مهنة الصيد، وهو ما يتطلع العاملين بهذه الصناعة لتحقيقه، لتحقيق الاستدامة في مهنة الصيد على غرار العديد من الصناعات الأخرى التي بدأت بالفعل بالاعتماد على البلوكتشين للأسباب نفسها.

وتتبع اساليب وأماكن الصيد سيصعب من عملية الصيد الجائر، كما سيكشف الممارسين له بسهول لمعاقبتهم ومنعهم من تكرار هذه الممارسات.