استخدامات تكنولوجيا بلوك تشين في الخدمات المالية و القطاع المصرفي

نجحت تكنولوجيا البلوك تشين – Blockchain أو ما يُطلق عليها اسم سلسلة الكتل، على مدار السنوات القليلة الماضية، في اقتحام العديد من القطاعات، وإحداث تأثير كبير بها.

ويعد من أبرز وأهم القطاعات التي اقتحمتها تكنولوجيا البلوك تشين، واستطاعت إحداث ثورة جذرية بها، هو القطاع المالي.

فقد استطاعت هذه التقنية الواعدة، بفضل ما تتمتع به من مزايا عديدة وما تقدمه من فوائد كثيرة، أن تثبت نفسها كواحدة من أهم الأدوات التي يتم الاعتماد عليها بشكل موسع في القطاع المصرفي بالعديد من دول العالم.

وفي ضوء ذلك، سوف نحاول من خلال مقالنا اليوم استعراض أبرز استخدامات تكنولوجيا بلوك تشين في الخدمات المالية بشكل عام، وتأثيرها على القطاع المصرفي.

ولكن قبل ذلك، دعونا في البداية نلقي نظرة سريعة على مفهوم تكنولوجيا البلوك تشين بشكل عام؛ وذلك كمدخل هام لفهم الموضوع الأساسي الذي يدور حوله هذا المقال.

ما هي تكنولوجيا البلوك تشين – Blockchain؟

إن مفهوم تكنولوجيا البلوك تشين باختصار شديد هي نوع من قواعد البيانات العملاقة، التي يتم من خلالها تسجيل المعاملات في العديد من المجالات.

وتختلف قاعدة البيانات الخاصة بالبلوك تشين عن قواعد البيانات التقليدية من حيث الطريقة التي يتم بها تخزين وإدارة المعلومات التي تحتوي عليها.

فمن خلال هذه التكنولوجيا، يتم جمع البيانات بمجموعات تُعرف باسم الكتل، ويكون لكل كتلة سعة تخزينية معينة، عندما تمتلئ يتم ربطها بالكتلة المملوءة مسبقًا؛ لتشكل سلسلة من البيانات، ومن هنا جاء اسم سلسلة الكتل.

ويتم التحقق من المعاملات التي يتم تسجيلها على هذه الكتل، عن طريق مستخدمين آخرين في نفس النظام، وبمجرد التحقق منها لا يمكن تعديلها أو تغييرها بأي شكل من الأشكال، حيث يتم إضافتها إلى سلسلة الكتل الدائمة الأخرى، والتي تم التحقق منها مسبقًا.

وبشكل عام، يمكن تشبيه تكنولوجيا البلوك تشين بنظام دفتر أستاذ رقمي، يستخدم سجلًا مفتوحًا وموزعًا وذلك لتتبع المعاملات المختلفة. وتقوم هذه التكنولوجيا بشكل أساسي على مبدأ اللامركزية، حيث لا تتطلب تدخل وسيط أو طرف ثالث لتسجيل وإدارة المعاملات.

وأصبح يُنظر إلى سلسلة الكتل في الوقت الحالي باعتبارها تقنية ثورية، يمكن من خلالها تسجيل أو توثيق أي نوع من المعاملات في أي مكان بالعالم، في سجل واحد موجود على الإنترنت.

وعلى الرغم من أن تقنية البلوك تشين قد ارتبطت في بداية ظهورها بالعملات الرقمية وبالتحديد عملة البيتكوين – Bitcoin، إلا أنه مع مرور الوقت بدأت العديد من المؤسسات المالية في الاعتماد عليها على نطاق واسع؛ لجعل معاملاتها أكثر كفاءة وأمانًا، وهو ما سيتم التطرق إليه بشكل تفصيلي من خلال هذا المقال.

استخدامات تكنولوجيا بلوك تشين في الخدمات المالية

تستخدم العديد من البنوك والمؤسسات المالية حول العالم، تكنولوجيا البلوك تشين؛ لتحسين جودة الخدمات المقدمة للعملاء.

وفيما يلي، نرصد أبرز عشرة استخدامات لتقنية سلسلة الكتل في الخدمات المالية:

تحويل الأموال

تعد عملية تحويل الأموال من بنك إلى آخر أو من دولة إلى أخرى بالشكل التقليدي المتعارف عليه بطيئة ومكلفة بصورة كبيرة؛ وذلك نظرًا لأنها تمر بالعديد من الخطوات، وتتطلب العديد من الإجراءات. ولكن يمكن من خلال تقنية البلوك تشين القيام بعمليات الدفع والتحويل، بشكل أسرع وأكثر دقة وأقل تكلفة.

أنظمة التخليص والتسوية

يمكن للبنوك استخدام تقنية سلسلة الكتل؛ لتسوية المعاملات وتتبعها بشكل أكثر فعالية من البروتوكولات والأنظمة الحالية مثل نظام سويفت – SWIFT المركزي.

فمن خلال تقنية البلوك تشين اللامركزية، يمكن للبنوك تتبع جميع المعاملات العالمية، وتسويتها على الفور، دون الحاجة إلى أي وسطاء أو إجراءات تنظيمية.

بيع وشراء الأصول

تعد عملية بيع وشراء الأصول بالطريقة التقليدية أمرًا صعبًا بعض الشيء؛ وذلك لأنها تنطوي على شبكة معقدة من التبادلات والوسطاء.

ولذلك لجأت الكثير من المؤسسات المالية حول العالم إلى الاعتماد على تكنولوجيا سلسلة الكتل، التي تساهم في تقليل رسوم بيع وشراء وتداول الأصول المختلفة؛ وذلك عن طريق القضاء على دور الوسطاء والأطراف الثالثة.

وتشير الدراسات إلى أن الاعتماد على تقنية البلوك تشين في تداول الأصول، يمكن أن يوفر نفقات عملية التجارة العالمية بأكثر من 20 مليون دولار أمريكي سنويًا.

المحاسبة والمراجعة

أصبحت تكنولوجيا البلوك تشين، تلعب دورًا كبيرًا في أقسام المحاسبة بغالبية الشركات والمؤسسات المالية والبنوك الكبرى حول العالم.

فمن خلال المزايا العديدة التي تتمتع بها هذه التقنية، بات بإمكان المحاسبين تدقيق وتسجيل البيانات المالية وتوثيقها، بشكل أسرع وأكثر أمانًا من الطرق التقليدية الأخرى.

وتساعد تقنية سلسلة الكتل المحاسبين على معالجة الحسابات والفواتير بشفافية كاملة من خلال استخدام العقود الذكية، كما تُمكّنهم أيضًا من تسجيل جميع المعاملات في مكان واحد، والتحقق منها بشكل أسرع وأسهل.

التحقق من هوية العملاء

لاتزال العديد من الشركات والبنوك والمؤسسات المالية تستخدم الطرق اليدوية القديمة؛ للتحقق من مستندات وأوراق الهوية الخاصة بالعملاء.

 وتستغرق هذه الطرق التقليدية وقتًا طويلًا، وهو ما قد يدفع العميل إلى التوجه إلى شركة أو بنك آخر. ولكن بفضل تقنية البلوك تشين، يمكن للمؤسسات المالية التحقق من هوية العملاء بشكل أسرع وأكثر أمانًا وفعالية.

التمويل التجاري

يمكن للمؤسسات المالية الاستفادة من تكنولوجيا البلوك تشين في مجال آخر، وهو مجال التمويل التجاري. ويشمل التمويل التجاري جميع الأنشطة المالية المرتبطة بالتجارة والأعمال الدولية.

ولاتزال غالبية هذه الأنشطة تعتمد على الأعمال الورقية، مثل الفواتير وخطابات الاعتماد وغيرها، وهو ما قد يؤدي إلى الوقوع في أخطاء بشرية، وكذلك أيضًا إهدار الوقت.

ففي أنظمة التمويل التجاري التقليدية، يكون كل طرف مسؤولًا عن الحفاظ على قاعدة البيانات الخاصة به للوثائق، ويجب تحقيق التوافق بين جميع قواعد البيانات باستمرار، وهو ما قد يؤدي إلى حدوث الكثير من الأخطاء.

ولكن بالاعتماد على تقنية سلسلة الكتل، يمكن تبسيط عملية التمويل التجاري؛ وذلك من خلال دمج المعلومات في نسخة رقمية واحدة يتم تحديثها في الوقت الفعلي، ويمكن لجميع المشاركين في الشبكة الوصول إليها.

التحويلات من نظير إلى نظير – P2P

يمكن للعملاء استخدام تحويلات P2P؛ لإرسال الأموال عبر الإنترنت من حساباتهم المصرفية أو من بطاقات الائتمان الخاصة بهم إلى شخص آخر.

وعلى الرغم من وجود العديد من تطبيقات التحويل من نظير إلى نظير في السوق بالوقت الحالي، إلا أن غالبيتها تفرض العديد من القيود. فقد تحظر هذه التطبيقات تحويل الأموال داخل منطقة جغرافية معينة، وقد تفرض أيضًا عمولات عالية.

كما أن هذه التطبيقات قد لا تكون آمنة بما يكفي لتخزين بيانات المستخدم الهامة. ويمكن لتقنية البلوك تشين القضاء على كل هذه المشكلات، حيث أنها لا تفرض أي قيود جغرافية، كما أنها توفر درجات عالية من الأمان لمستخدميها.

تداول الأسهم

تستلزم عمليات شراء وبيع الأسهم في البورصات المختلفة، عددًا كبيرًا من الوسطاء. وتتسم هذه العمليات بالبيروقراطية، كما أنها تؤدي إلى إهدار وقت كبير، حيث تستغرق ما يصل إلى ثلاثة أيام.

ونظرًا لأن تقنية سلسلة الكتل لامركزية، فيمكنها القضاء على جميع الوسطاء غير الضروريين، والسماح بالتداول على أجهزة الكمبيوتر في جميع أنحاء العالم. وتساهم عمليات التداول عبر البلوك تشين في القضاء على تكرار المعلومات، ومن ثم تعزيز الأداء.

الإقراض والاقتراض

يسعى التمويل اللامركزي – DeFi، والذي يعتمد بشكل أساسي على تقنية البلوك تشين، إلى تغيير العديد من جوانب التمويل التقليدي، بما في ذلك الإقراض والاقتراض. ويستهدف التمويل اللامركزي تعزيز فرص الوصول إلى الخدمات المالية لعملاء التجزئة.

وبالإضافة إلى ذلك، يمكن أيضًا استخدام تقنية سلسلة الكتل في البنوك؛ لتحسين عمليات الإقراض والاقتراض، حيث تقلل قدرات التحقق الفورية التي تتمتع بها هذه التقنية من مخاطر القروض المتعثرة.

تقارير الائتمان

تؤثر التقارير الائتمانية بشكل كبير على حياة العملاء المالية. وتعد التقارير الائتمانية المستندة إلى تكنولوجيا البلوك تشين أكثر أمانًا من التقارير التقليدية. حيث تساعد تقنية سلسلة الكتل الشركات والمؤسسات المالية المختلفة على أخذ العوامل غير التقليدية في الاعتبار، عند حساب درجات الائتمان.

كيف يمكن لتقنية البلوك تشين التأثير على القطاع المصرفي؟

هناك علاقة وثيقة بين البلوك تشين والقطاع المصرفي، حيث يمكن لتقنية سلسلة الكتل التأثير على قطاع البنوك، من خلال التالي:

تسريع التحويلات الدولية

كما سبق وأن أشرنا، تتمتع تقنية سلسلة الكتل بالعديد من المزايا، التي تجعلها قادرة على إجراء التحويلات الدولية والمعاملات النقدية بشكل أسرع من الطرق التقليدية.

ففي الوقت الحالي، عند تحويل الأموال من دولة إلى أخرى، يمكن أن يستغرق الأمر عدة أيام. ولكن من خلال الاعتماد على تقنية البلوك تشين، يمكن إجراء معاملات نظير إلى نظير بشكل أسرع وأكثر فعالية.

زيادة معدلات الأمان والحد من الاحتيال

يمكن أن تساعد تقنية البلوك تشين في القضاء على عمليات النصب والاحتيال؛ وذلك لأنها تخلق مسار تدقيق واضح، وبالتالي يكاد يكون من المستحيل تغيير أي معلومات بمجرد تحميلها على الشبكة.

وتتم صيانة ومعالجة شبكات البلوك تشين من قبل الآلاف من أجهزة الكمبيوتر، مما يعني أنه لا توجد نقطة مركزية يمكن للمخترقين استغلالها لمهاجمة الشبكة وتغيير البيانات.

وبالتالي توفر تقنية سلسلة الكتل لمستخدميها من المؤسسات المالية والبنوك المختلفة درجات أمان عالية وغير مسبوقة لجميع المعاملات التي تتم من خلالها.

الشفافية والتتبع

تعد تقنية البلوك تشين بمثابة آلية تسجيل رقمية، توفر رؤية غير مسبوقة لدورة الحياة الكاملة للمعاملة.

حيث تساعد هذه التقنية البنوك في تتبع المعاملات المختلفة بشكل أكثر دقة، وكذلك أيضًا توفير عنصر الشفافية؛ وذلك بفضل نظام السجل المفتوح والموزع الذي تعتمد عليه.

تخفيض التكاليف للبنوك والعملاء

تمتلك تكنولوجيا البلوك تشين القدرة على تقليل تكلفة الخدمات المصرفية بشكل كبير؛ وذلك بفضل النظام اللامركزي الذي تعتمد عليه، والذي يقضي على دور الوسطاء وكذلك أيضًا الرسوم التي يحصلون عليها.

ولذلك، بدأت العديد من البنوك مؤخرًا في البحث عن طرق لبدء استخدام هذه التقنية؛ وذلك في إطار خططها لتقليل النفقات، وهو ما سيعود بالنفع على البنك والعميل أيضًا.

تقليل الأخطاء البشرية

تشير التقارير المختلفة إلى أن الأخطاء البشرية في المحاسبة وحفظ السجلات والتسوية، تتسبب في مشكلات عديدة، وقد تكلف البنوك خسائر بملايين الدولارات.

فمن المتعارف عليه، أن المعاملات التي تتم بالطرق التقليدية لا تخلو من الأخطاء البشرية. ولكن من خلال تقنية سلسلة الكتل وما تتمتع به من مزايا عديدة يمكن تسجيل المعاملات بشكل أكثر كفاءة، وهو ما يقلل من الأخطاء البشرية.

تسهيل عملية الإقراض

يعتبر الإقراض جزءًا لا يتجزأ من الأعمال المصرفية، كما يعد أيضًا أحد محركات الإيرادات للبنوك. لذلك من المهم جدًا للبنوك أن تقوم بهذه العملية بشكل صحيح.

ويمكن تحقيق ذلك، من خلال تقنية البلوك تشين التي تجعل من الإقراض عملية سهلة وبسيطة، وخالية من مشكلات الإنفاق المزدوج والتخلف عن السداد.

الحد من دور الوسطاء

كما سبق وأن أشرنا في بداية هذا المقال، تعتمد تقنية البلوك تشين بشكل أساسي على مبدأ اللامركزية. ويساهم ذلك في الحد من دور الوسطاء، ومن ثم القضاء على البيروقراطية، وتقليل النفقات، وتوفير الوقت والجهد.

تحديات استخدام البلوك تشين في القطاع المالي

على الرغم من الفوائد العديدة التي تقدمها تقنية البلوك تشين للقطاع المصرفي، إلا أن هناك بعض التحديات التي قد تقف عائقًا أمام استخدامها في القطاع المصرفي.

وتتمثل أبرز هذه التحديات في التالي:

تقنية ناشئة

مازالت تقنية البلوك تشين حديثة وفي قيد التطوير، وبالتالي قد يتطلب تطبيقها واستخدامها على نطاق واسع المزيد من الوقت.

فلابد وأن تقوم الحكومات بصياغة إرشادات وسياسات لاستخدام المؤسسات المالية للبلوك تشين، كما لابد أيضًا وأن تقوم هذه المؤسسات من جانبها بتوفير دورات تدريبية للعاملين بها على هذه التقنية.

صعوبة تعديل البيانات

على الرغم من أن صعوبة تعديل البيانات المسجلة عبر تقنية سلسلة الكتل تعد ميزة جيدة للغاية، إلا أنها قد تثير مخاوف بعض المؤسسات المالية. فقد تحتاج المؤسسات والبنوك في بعض الأوقات إلى إدخال تعديلات على البيانات، وهو ما سيصعب القيام به في حالة الاعتماد على البلوك تشين.

غياب قابلية التشغيل البيني

تعاني تقنية البلوك تشين من إشكالية كبيرة، وهي صعوبة تحقيق التشغيل البيني بين الشبكات المختلفة. حيث لا يمكن للمستخدمين تبادل المعلومات بين سلاسل الكتل المختلفة والاستفادة منها.

ارتفاع تكاليف التطبيق

على الرغم من أن تكنولوجيا سلسلة الكتل توفر العديد من النفقات للمؤسسات المالية والعملات على حد سواء، إلا أن التحول إليها وبدء تعميمها في المؤسسات يتطلب تكاليف باهظة للغاية.

حيث تحتاج أي مؤسسة لبدء استخدام هذه التقنية، إلى شراء الكثير من الأجهزة الحديثة، والتعاقد مع العديد من الخبراء. وبالتالي قد لا ترغب المؤسسات المالية الصغيرة في استخدام هذه التقنية في الوقت الحالي.

اعتماد ضعيف

لتسهيل المعاملات السلسلة والسريعة، يجب أن يكون للبلوك تشين اعتماد واسع النطاق، وهو ما لم يحدث حتى الآن. بما أن غالبية المؤسسات المالية تعمل مع بعضها البعض، فلابد من تعميم استخدام هذه التقنية.

على سبيل المثال، إذا أراد بنك تحويل أموال من خلال البلوك تشين، فإن كل بنك مشارك في العملية لابد وأن يكون معتمدًا لهذه التقنية.

رؤية مستقبلية لدور البلوك تشين في القطاع المالي

على الرغم من أن استخدامات البلوك تشين في المؤسسات المالية والبنوك مازالت قيد التطوير، إلا أن كافة الدراسات تشير إلى أن هذه التقنية سوف تلعب دورًا كبيرًا في القطاع المالي، خلال المستقبل القريب.

وفقًا لدراسة حديثة أعدتها شركة IBM، فإن 66% من المؤسسات المالية حول العالم سوف تتجه للاعتماد على تقنية البلوك تشين، خلال السنوات القليلة المقبلة.

وحسب دراسة أخرى أعدتها شركة أبحاث السوق Research Dive، فإن تقنية سلسلة الكتل سوف تفيد القطاع المالي بشكل كبير في المستقبل؛ وذلك نظرًا لما تتمتع به تقنية البلوك تشين من مزايا عديدة، مثل السرعة والأمان والتتبع والشفافية وغيرها.

وتوقعت هذه الدراسة أن تساهم هذه التقنية الصاعدة في القضاء على الأعمال الورقية، وتطوير بيئة آمنة للتحويلات الدولية، وتقليل وقت معالجة المعاملات في المؤسسات المالية المختلفة.

ولكن لتحقيق ذلك، لابد من مواجهة التحديات التي سبق الإشارة إليها في هذا المقال، من خلال قيام الحكومات بصياغة السياسات والإرشادات اللازمة لاستخدام هذه التقنية، وبناء البنية التحتية اللازمة لتشغيلها.

كما لابد أيضًا وأن تقوم المؤسسات المالية والبنوك بإيجاد طريقة تسمح بإمكانية التشغيل البيني لهذه التقنية. وأخيرًا، يجب توفير فرص تدريبية للعاملين بالمؤسسات المالية على استخدام هذه التكنولوجيا الحديثة.

الخلاصة

تقدم تقنية البلوك تشين العديد من المزايا والفرص الرائعة للمؤسسات المالية وعملائها، بداية من السرعة والكفاءة مرورًا بالشفافية والأمان وانتهاءً بالتكلفة المنخفضة.

وفي ضوء ذلك، يمكننا القول بأن تقنية البلوك تشين في طريقها لإحداث ثورة جذرية في القطاع المالي، خلال السنوات القليلة المقبلة، وهو ما سنراه معًا.