الميتافيرس في السعودية.. مشاريع حكومية ومنصات دينية لمحاكاة الواقع

شهدت منطقة الشرق الأوسط بشكل عام، والخليج العربي بشكل خاص، على مدار العامين الماضيين، توجهًا غير مسبوق نحو تقنية الميتافيرس – Metaverse، أو ما يُعرف باسم العوالم الافتراضية.

حيث بدأت العديد من الحكومات بمنطقة الخليج في وضع استراتيجيات لتبني تقنية الميتافيرس، كما قامت العديد من الشركات بضخ استثمارات ضخمة في هذا المجال.

وكان من بين أبرز الدول التي أدركت أهمية التوجه نحو هذه التقنية في وقت مبكر للغاية، وبدأت بالفعل في اتخاذ خطوات جادة لتبنيها، هي المملكة العربية السعودية.

وفي ضوء ذلك، سوف نحاول من خلال مقالنا اليوم تقديم دليل شامل حول الميتافيرس في السعودية، من خلال استعراض الخطوات التي اتخذتها الحكومة لتبني هذه التقنية، وأهم المشاريع التي تم إطلاقها في هذا المجال، وكذلك أيضًا أبرز الفعاليات والأحداث الافتراضية التي نظمتها المملكة، وغيرها من التفاصيل الأخرى.

الميتافيرس في السعودية

تشهد المملكة العربية السعودية في الوقت الراهن، تطورات تكنولوجية غير مسبوقة، من خلال التوسع في الاعتماد على التقنيات الحديثة مثل الميتافيرس – Metaverse والذكاء الاصطناعي – AI والبلوك تشين – Blockchain، وغيرها.

ووفقًا لدراسة حديثة أعدتها مجموعة بوسطن الاستشارية العالمية تحت عنوان: “خلق واقع جديد: ميتافيرس في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وتركيا”، أظهرت السعودية استعدادًا كبيرًا للاعتماد على تقنية الميتافيرس في مختلف المجالات والقطاعات.

وتوقعت هذه الدراسة أن تشكل تقنية الميتافيرس مستقبلًا واعدًا في المملكة، وأن تجذب استثمارات ضخمة، خلال الفترة المقبلة.

وأشارت إلى أن هناك 60% من البالغين في المملكة على دراية ومعرفة واسعة بمفهوم العوالم الافتراضية، وأن 78% من السكان لديهم مهارات جيدة في التعامل مع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، وهو ما يسهل مهمة التوجه نحو الميتافيرس.

كما جاءت السعودية، في استطلاع رأي أجرته شركة أبحاث السوق إبسوس – Ipsos في شهر مايو من العام الماضي، بصدارة الدول المهتمة بالميتافيرس، حيث احتلت المركز الرابع بعد الصين والهند وبيرو.

وأشارت هذه الدراسة إلى أن ثلثي المشاركين في هذا الاستطلاع بالمملكة، لديهم مشاعر إيجابية وتوقعات مشرقة بشأن هذه التقنية.

توجه الحكومة السعودية للاستثمار في تقنية الميتافيرس

كما سبق وأن أشرنا في بداية هذا المقال، أدركت الحكومة السعودية في وقت مبكر للغاية أهمية تقنية الميتافيرس، وأظهرت اهتمامًا كبيرًا للغاية بها.

وفي ضوء ذلك، أعلن وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، عبد الله السواحة، في شهر فبراير من العام الماضي، عن إطلاق استثمارات بقيمة 6.4 مليار دولار في تقنيات المستقبل، ومن بينها تقنية الميتافيرس؛ وذلك في إطار حرص الحكومة على تنويع اقتصادها بعيدًا عن النفط.

وشملت هذه الاستثمارات توجيه نحو مليار دولار من قبل شركة نيوم التقنية الرقمية التابعة لمشروع نيوم، الذي يتبناه ولي العهد، الأمير محمد بن سلمان، لدعم استخدامات الميتافيرس وتطبيقات الذكاء الاصطناعي.

وفي هذا الإطار، قامت شركة نيوم التقنية بتغيير اسمها إلى تونومس – Tonomus؛ لتكون متواجدة في العالم الافتراضي، وهو ما سيتم التطرق إليه بشكل تفصيلي في الجزء التالي من هذا المقال.

كما أعلنت شركة النفط السعودية المملوكة للدولة “أرامكو”، عن استثمار مليار دولار في صندوق رأس المال الاستثماري – Prosperity 7 Ventures؛ وذلك لدعم تقنيات الجيل التالي مثل البلوك تشين والميتافيرس وغيرها، وكذلك أيضًا نماذج الأعمال التي ستحقق الرخاء والتأثير الإيجابي على نطاق واسع.

أبرز مشاريع الميتافيرس في السعودية

شهدت السعودية، خلال الأشهر القليلة الماضية، الإعلان عن العديد من المشاريع الجديدة، التي تدعم توجه المملكة نحو الميتافيرس.

وفيما يلي، سوف نستعرض من خلال السطور القادمة أبرز المشاريع التي تم الإعلان عن إطلاقها؛ وذلك للتوجه نحو العالم الافتراضي:

إطلاق منصة XVRS

أعلنت شركة نيوم التقنية الرقمية، في شهر فبراير من العام الجاري، عن إطلاق XVRS، وهي منصة ميتافيرس إدراكية ثلاثية الأبعاد، قائمة على التوأمة الرقمية. وتجمع منصة XVRS بين عالم نيوم المعماري الواقعي والرقمي؛ وذلك لتحقيق التكامل بين العالمين المادي والافتراضي.

وتتيح هذه المنصة لمستخدميها خيارات مشاهد متعددة من مواقع كثيرة عبر الميتافيرس، يمكن التنقل بداخلها من خلال استخدام الصور الرمزية – Avatars.

وتتمتع هذه المنصة بثلاث ميزات أساسية، وهي تحقيق التوأمة الرقمية الديناميكية، وخلق واقع مختلط غامر، وإتاحة سوق للأصول الرقمية يمكن من خلاله تداول العملات الرقمية والرموز غير القابلة للاستبدال – NFT.

وحسبما ذكره، الرئيس التنفيذي لشركة نيوم التقنية الرقمية، جوزيف برادلي، ستكون هذه المنصة بمثابة عالم افتراضي يتكون من أصول رقمية من الجيل التالي، يمكن للمستخدمين التفاعل معها وتداولها.

ومن المتوقع أن يساهم هذا المشروع في تعزيز الفرص الاقتصادية التي تتعدى شركة نيوم، لتشمل المملكة العربية السعودية وشركائها الدوليين.

جدير بالذكر أن منصة XVRS تعد جزءًا من الاستثمارات التي أعلنت عنها شركة نيوم التقنية الرقمية في مجال الميتافيرس، والتي سبق الإشارة إليها في هذا المقال.

إطلاق منصة ميتافيرس لتثقيف الحجاج

أطلقت جامعة الملك عبد العزيز السعودية،  بالتعاون مع المكتب الاستشاري للذكاء الاصطناعي، في شهر يناير من العام الجاري، أول منصة افتراضية لتثقيف الحجاج.

وتقوم هذه المنصة، باصطحاب المستخدمين في رحلة افتراضية؛ لتعريفهم بمناسك الحج، خلال ثلاث دقائق فقط، وبدقة عالية للغاية. كما تقوم أيضًا بتعريفهم بأهم المعالم التي ستصادفهم، خلال أداء مناسك الحج، مثل الكعبة المشرفة، وجبل الرحمة بعرفات، وجسر الجمرات بمنى، وغيرها.

وبالإضافة إلى هذا الدور التعريفي، تقدم المنصة لمستخدميها أيضًا خدمة حساب الفترة الزمنية للانتظار أمام دورات المياه؛ وذلك حتى لا يتحمل الحاج عبء التوجه إلى دورات المياه في أوقات الازدحام.

وتعتمد هذه المنصة بشكل أساسي على نظام محاكاة يستخدم الواقع الافتراضي؛ لتدريب الحجاج على الخطوات اللازم اتخاذها منذ وصولهم إلى الأراضي السعودية؛ وذلك لتسهيل نسكهم.

إنشاء أول مدينة ثقافية افتراضية في الميتافيرس

أعلن الكاتب وصانع الأفلام السعودي، بدر الحمود، في شهر فبراير من العام الماضي، عن إطلاق مركز “منافيرس” للتطوير والابتكار بالرياض، ليكون بمثابة أول مدينة ثقافية افتراضية في الميتافيرس بالعالم.

ويهدف هذا المشروع إلى إتاحة تداول المنتجات والخدمات الثقافية، ونشرها بصورة رقمية بحتة، بالإضافة إلى خلق تجربة كاملة من التفاعل المعرفي والثقافي بشكل جذاب ومبهر.

ويتوقع بدر الحمود أن يُحدث هذا المشروع، طفرة نوعية في مجال النشر بالسعودية، وأن يساهم بشكل إيجابي في النهضة الثقافية التي تشهدها المملكة في الوقت الحالي.

إطلاق أول أكاديمية ميتافيرس

أعلنت شركة ميتا – Meta، في شهر فبراير من العام الجاري، عن إطلاق أول أكاديمية ميتافيرس في الرياض، لتكون الأولى من نوعها منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. ويقوم النهج الأساسي لهذه الأكاديمية على ثلاثة محاور أساسية، وهي الاكتشاف والتطوير والتدريب.

وتسعى شركة ميتا، من خلال هذا المشروع، إلى المشاركة في تطوير منظومة الميتافيرس في المنطقة، من خلال تقديم برامج تدريبية رائدة ومتخصصة في هذا المجال.

ووفقًا لما أعلنته وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، من المتوقع أن تقوم هذه الأكاديمية بتقديم مجموعة من البرامج والدورات التدريبية التي ستساهم في رفع وعي طلابها بالعوالم الافتراضية، وتزويدهم بالمهارات اللازمة للحصول على وظائف في هذا المجال.

الإعلان عن أول خدمة ميتافيرس سكنية

أعلنت وزارة الشؤون البلدية والقروية والإسكان، في شهر فبراير من العام الجاري، عن إطلاق أول منصة ميتافيرس بقطاع الإسكان في المملكة، تحت عنوان: “سكني ميتافيرس”. وتهدف هذه المنصة إلى التوسع في مجالات خدمة المواطنين، وتحسين تجربة تملك المسكن دون الحاجة للزيارات الميدانية.

ومن المتوقع أن يساهم هذا المشروع في فتح آفاق جديدة للتعاون والاستثمار مع المطورين العقاريين ومقدمي الخدمات، واستكشاف المزيد من الفرص الابتكارية والتسويقية للمنتجات السكنية، وتحسين جودة الحياة من خلال استحداث قنوات خدمة تتجاوز الحاجزين الزمني والجغرافي؛ وذلك حسبما ذكره وزير الشؤون البلدية والقروية والإسكان، ماجد بن عبد الله الحقيل.

إطلاق مبادرة لمس الحجر الأسود افتراضيًا

في شهر ديسمبر من عام 2021، وبالتحديد خلال جائحة كوفيد-19، أعلنت سلطات إدارة المقدسات الإسلامية في السعودية، عن إطلاق مبادرة تحت عنوان: “الحجر الأسود الافتراضي”؛ وذلك لإتاحة لمس الحجر افتراضيًا عبر تقنية الواقع الافتراضي – VR.

وأكد الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي، الشيخ الدكتور عبد الرحمن بن عبد العزيز السديس، وقتها بأن هذه المبادرة تهدف إلى محاكاة الواقع الطبيعي، ورقمنة الكنوز الدينية والتاريخية العظيمة التي تمتلكها السعودية، وإيصالها للجميع حول العالم.

إنشاء نموذج افتراضي لمدينة الحجر التاريخية

أعلنت الهيئة الملكية لمحافظة العلا، في شهر فبراير من العام الجاري، عن إطلاق نموذج ثلاثي الأبعاد لمدينة الحجر التاريخية، التي تعتبر أول موقع سعودي يتم إدراجه على لائحة اليونسكو للتراث العالمي.

وتم إطلاق مشروع مدينة الحجر الافتراضية على منصة ديسنترالاند – Decentraland الشهيرة، لتكون بذلك أول معلم لمنظمة اليونسكو يُسجل ظهوره في العالم الافتراضي، ويكون متاحًا للاكتشاف أمام الزوار من جميع أنحاء العالم، على نحو يحاكي التجربة على أرض الواقع.

إطلاق أول سوق إلكتروني يعمل بتقنية الواقع الافتراضي

أعلنت شركة جيديا السعودية المتخصصة في حلول المدفوعات بالمنطقة، في شهر ديسمبر من عام 2022، عن التعاون مع شركة ماغناتي؛ لإطلاق أول سوق إلكتروني يعمل بتقنية الواقع الافتراضي، تحت عنوان: “ماغناتي – ميتا في”.

ويقدم هذا السوق لمستخدميه تجربة بصرية وحسية للتسوق والتعلم والترفيه وحضور الفعاليات وممارسة الألعاب، وذلك ضمن تجربة افتراضية عبر الإنترنت.

احتضان فعاليات عالمية للميتافيرس

تحرص المملكة العربية السعودية، خلال الوقت الحالي، على استضافة عدد كبير من الفعاليات والمؤتمرات الدولية للميتافيرس، وذلك في إطار توجهها نحو العالم الافتراضي.

وفيما يلي سوف نستعرض من خلال السطور القادمة أبرز فعاليات الميتافيرس التي احتضنتها المملكة خلال الأشهر الماضية، وكذلك أيضًا أبرز الأحداث التي ستستضيفها خلال الفترة المقبلة:

المؤتمر التقني العالمي – LEAP

استضافت المملكة العربية السعودية، خلال العام الماضي والجاري، النسختين الأولى والثانية للمؤتمر التقني العالمي – LEAP، المهتم بمستقبل التقنيات الحديثة، وعلى رأسها تقنية الميتافيرس.

ونجحت المملكة، خلال النسخة الثانية من هذا المؤتمر والتي عقدت بشهر فبراير من العام الجاري، في توقيع العديد من الشراكات والاتفاقيات بمجال الميتافيرس.

وكان من بين أهم هذه الاتفاقيات، مذكرة الشراكة التي تم توقيعها بين هيئة الحكومة الرقمية السعودية ومنصة الميتافيرس الشهيرة ذا ساند بوكس – The Sandbox؛ وذلك لتطوير مشاريع الواقع الافتراضي في المملكة.

منتدى الاتحاد الدولي للاتصالات الأول للميتافيرس

استضافت المملكة العربية السعودية، خلال الفترة من 6 إلى 9 مارس الجاري، أعمال منتدى الاتحاد الدولي للاتصالات الأول للميتافيرس.

وشارك في تنظيم هذا الحدث الضخم عدد كبير من المؤسسات والهيئات السعودية، وعلى رأسها الهيئة الوطنية للأمن السيبراني، وهيئة الاتصالات والفضاء التقنية، والشركة السعودية لتقنية المعلومات، بالتعاون مع وكالة الأمم المتحدة المتخصصة في الاتصالات وتقنية المعلومات.

وشهد هذا المنتدى تنظيم عدد كبير من الجلسات الحوارية، شارك بها الكثير من المختصين والمحللين الدوليين، وتم خلالها التطرق إلى أهمية تبني تقنية الميتافيرس في المملكة.

اليوم العالمي لاستكشاف الميتافيرس – Metaverse Discovery Day

تستضيف العاصمة السعودية الرياض، فعاليات اليوم العالمي الأول لاستكشاف الميتافيرس، يوم 8 يونيو المقبل. ومن المقرر أن يتم الاحتفال باليوم العالمي لاستكشاف الميتافيرس، في اليوم نفسه من كل عام.

وسوف تشهد هذه الفاعلية التي يتم تنظيمها لأول مرة، حضور عدد كبير من الخبراء في مجال الواقع الافتراضي، من جميع أنحاء العالم.

تنظيم أحداث عبر الميتافيرس

نجحت السعودية في تنظيم عدد كبير من الفعاليات والأحداث الهامة، عبر تقنية الميتافيرس. وفيما يلي سوف نستعرض، من خلال السطور القادمة، أبرز الفعاليات التي نظمتها المملكة عبر هذه التقنية:

 اليوم الوطني السعودي

شملت الاحتفالات باليوم الوطني السعودي الـ92، فعاليات في العالم الافتراضي، بجانب الفعاليات التي تم إقامتها على أرض الواقع. حيث أطلقت دارة الملك عبد العزيز، ضمن مشاركتها في الاحتفالات، فعاليات رقمية، بواسطة تقنية الميتافيرس.

وتم إقامة هذه الفعاليات على منصة ديسنترالاند – Decentraland، وشملت بث فيديوهات من إنتاج الدارة، وعروض أزياء تراثية، وعدد من الأناشيد الوطنية، بالإضافة إلى إطلاق الألعاب النارية.

كما تضمنت الفعاليات أيضًا مسابقة في تاريخ المملكة، وتم منح الجوائز في شكل رموز غير قابلة للاستبدال – NFT.

القمة العالمية للسفر والسياحة – WTTC

في شهر نوفمبر من العام الماضي، استضافت السعودية للمرة الأولى النسخة الـ22 من القمة العالمية للسفر والسياحة – WTTC، والتي تم تنظيمها عبر الميتافيرس.

وأطلقت اللجنة المنظمة للقمة، رابط إلكتروني، استطاع من خلاله المهتمين بهذا المجال المشاركة في الجلسات الحوارية، والتفاعل مع الحضور، من خلال صور رمزية تمثلهم.

مستقبل الميتافيرس في السعودية

بما أن السعودية أصبحت لاعبًا رئيسيًا في الميتافيرس، من خلال الاهتمام الحكومي بهذا المجال، وتوجيه استثمارات ضخمة فيه، وتنظيم واستضافة العديد من الفعاليات الدولية الخاصة به، فمن المتوقع أن يكون لهذه التقنية مستقبل واعد في المملكة.

فقد أكدت الدراسة التي أعدتها مجموعة بوسطن الاستشارية، والتي سبق الإشارة إليها في بداية هذا المقال، على أنه من المتوقع أن يشكل الميتافيرس مستقبلًا واعدًا، وأن يجذب المزيد من الاستثمارات الضخمة في المملكة.

كما أنه من المتوقع أن تلعب هذه التقنية الثورية دورًا كبيرًا في تغيير شكل الحياة بالسعودية، خلال السنوات القليلة المقبلة. فالاهتمام بتقنية الميتافيرس والتوجه غير المسبوق نحوها لم يشمل الحكومات والشركات والمستثمرين فقط، بل امتد ليشمل أيضًا المواطنين.

فقد أشارت الدراسات إلى أن 60% من البالغين في المملكة على دراية بمصطلح الميتافيرس.

وبالتالي من المتوقع جدًا، أن تسيطر هذه التقنية الواعدة على عقول المواطنين بالمملكة، ليتم من خلالها ممارسة كافة الأنشطة اليومية، مثل العمل والتعلم والتسوق والتنزه وغيرها.

وقد لا يتوقف الأمر عند الأنشطة اليومية، فمن الممكن جدًا أن يمتد ليشمل الشعائر الدينية، مثل الحج والعمرة، وهو ما رأيناه بالفعل من خلال منصات ومبادرات العبادة الافتراضية التي سبق الإشارة إليها.

الخلاصة

استطاعت المملكة العربية السعودية أن تقطع شوطًا طويلًا في قطاع الميتافيرس، خلال فترة قصيرة للغاية، حتى أنها أصبحت خلال فترة قصيرة للغاية، من أهم اللاعبين في هذا المجال بمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.

وفي ضوء ما تم التطرق إليه في هذا المقال من اهتمام حكومي غير مسبوق بهذه التقنية، وإنجاز لمشاريع ضخمة في هذا القطاع، فمن المتوقع جدًا أن تصبح السعودية واحدة من أهم المؤثرين في مجال الميتافيرس ليس على المستوى الإقليمي فقط بل على المستوى الدولي أيضًا.